المقال على : جريدة الجمهورية
لا مراء ان المشروع القومى للموهبة والبطل الأوليمبي الذى تنفذه وزارة الشباب والرياضة وتنطلق فعالياته في جميع محافظات مصر انتقاء للموهوبين وتأهيليهم رياضياً وبدنيا في العاب «الملاكمة، المصارعة، الجودو، التايكوندو، ألعاب القوى، تنس الطاولة، كرة السلة، كرة اليد، رفع الأثقال»، بالإضافة إلى المشروع القومي لموهوبي الأسكواش ليكونوا نواة لأبطال أولمبيين في الدورات الاوليمبية وكافة المحافل الدولية.
ياتى ذلك في ظل اهتمام الكثير من دول العالم بالتربية البدنية والرياضة لإيمانهم بالقيمة الاستراتيجية والحيوية لها، وقامت المؤسـسات والهيئات الرياضية القومية بوضع الاستراتيجيات لها في ضوء استراتيجيات الدولة مستخدمة كل مواردها وإمكاناتها المتاحة لتحقيق مصـالحها القومية، كما أن تحقيق اللاعبون والمنتخبات الوطنية بالبطولات العالمية هو أحد المعايير الرئيسية في تقويم نجاح الاستراتيجية الموضوعة، وتقدم الدولة في المجال الرياضي.
وهو ما وجهت اليه القيادة السياسية وأولت رعية خاصة للرياضة المصرية واعداد اللاعبين الدوليين الذين يمثلوا مصر في شتى الألعاب بالبطولات العالمية والقارية.
وعلى الفور قامت وزارة الشباب والرياضة بإحياء هذا المشروع وفق رؤية ونهج علمى في اعداد بطل أوليمبي وذلك من خلال اللجنة العلمية بقيادة الأستاذ الدكتور/ كمال درويش وجميع أعضائها والذين يعملون بجد واجتماعات متوالية للجنة لرسم خارطة طريق المشروع من منظور علمي وتوفير كافة أشكال الدعم والرعاية الشاملة لإعداد جيل من الأبطال الرياضيين قادرين على رفع اسم مصر عاليا في كافة المحافل الدولية.
وهو ما أوتى ببشائر ثماره – وليس المرجو منه – من تحقيق لأبطال المشروع في لعبة رفع الاثقال للناشئين تحت سن “17” عام واعتلائهم منصات التتويج ببطولة العالم لرفع الاثقال والتي أقيمت باليونان والميكسيك خلال الشهور الماضية وعلى راسهم البطل الناشئ محمود حسنى الذى حطم الرقم القياسي العالمي وتسجيل رقم قياسي عالمي جديد باسم اللاعب في منافسات الكلين والنطر، واستطاع اللاعب رفع وتسجيل ١٩٣ كجم بزيادة قدرها ثلاثة كيلو جرامات عن الرقم القياسى العالمي السابق ، فضلا عن ما حققته لاعبتان المنتخب الوطنى للجودو بالبطولة الإفريقية للناشئين والتي أقيمت بالعاصمة الكينية نيروبى، وتوج المنتخب بكاس البطولة بـ 13 ميدالية متنوعة وليتأهل بذلك الى المشاركة في بطولة العالم للجودو.
وللحفاظ على النجاح الذى حققه المشروع حتى الان ولاستمراره لتحقيق الهدف المنشود بأعداد اللاعبين الأولمبيين ودراءً لما حدث في عهد الوزير / خالد عبد العزيز من توقف المشروع لعدم وجود الاعتمادات المالية اللازمة لبقاء المشروع و أنشطته في غضون عام 2013 في ظل الازمة التي شهدتها البلاد نتيجة للظروف السياسة والأمنية آنذاك ، هذا بالنظر الى المتوسط العالمي لتكلفة البطل الأوليمبي والذى يصل إلى خمسة ملايين دولار، للإنفاق على اللاعب من بداياته وحتى المشاركة في الدورات الأوليمبية ولما كان الجزء الأكبر من الصرف على المشروع يأتي من خلال الميزانية التي تحددها الرياضة للمشروع سنويا والتي بلغت عام 2021 حوالى مبلغ أربعون مليون جنية فقط بالإضافة الى برتوكولات الرعاية المبرمة مع بعض البنوك لدعم الأنشطة الشبابية والرياضية .
لذلك نقترح المقترحين التالين الأول: ان يتم اعداد مبادرة من وزارة الشباب والرياضة لدعم المشروع لدعوة مؤسسات القطاع الخاص لرعاية أبطال وناشئ المشروع مقابلاً للدعاية والتسويق لما تقدمه تلك المؤسسات من منتجات او خدمات وذلك برؤية واضحة للمحددات والمتطلبات المالية اللازمة للرعاية ومدتها وطرق الدعاية وعدد واختلاف البطولات التي سيتم المشاركة بها والترويج والتسويق للمؤسسات المتعاقدة من خلالها سواء كانت رعاية طويلة الاجل او مؤقتة بحدث رياضي أو مدة زمنية قصيرة الاجل.
والثاني: انشاء شركة للتسويق الرياضى لكل لعبه “تحت مظلة وزارة الشباب ” تعمل هذه الشركات على الإدارة والتسويق الرياضى واستغلال عقود الرعاية والاحداث الرياضية لهذه اللعبة إقليمية ودولية بما يحقق ربحاً يوجه للصرف على نشاط اللعبة وابطال المشروع.
وفى النهاية نثمن ما تقوم به وزارة الرياضة واللجنة العلمية وكل افراد منظومة المشروع القومى للموهبة والبطل الأوليمبي متمنين لهم كل التوفيق لتحقيق حلمنا باعتلاء منصات التتويج بالدورات الاوليمبية لأبطال المشروع وبما يتناسب مع حجم وقوة مصرنا الحبيبة اقليمياً ودولياً وقدم عضويتنا في اللجنة الاوليمبية عام 1910 كأول دولة عربية وافريقية .
وللحديث بقية ،
بقلم المستشار /
احمد عبد الرؤف موسى
المحامى بالنقض والإدارية العليا